Sunday, December 7, 2008

فعلتها أمي..فهل أفعلها؟




كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الأضحي المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات
وأسأل الله أن يأتي عليكم عيد الأضحي القادم وغزة بلا حصار والقدس محرر والحريات معطاة والاسلام سائد
فعلتها أمي

بينما أنا صغير كانت أمي حريصة كل الحرص علي تحفيظي القران الكريم ولذلك ألحقتني بأحد المساجد القريبة كي أحفظ ها وكان هذا المسجد بفضل الله هو سبب التزامي إن كنت ملتزما حقا لكن ما لاحظته وأنا صغير هو أنه بعد فترة صغيرة من بداية حفظي وجدت أمي بدأت تحفظ القرآن هي الأخري وكان عمرها حينئذ38 سنة وهو عمر يصعب فيه الحفظ عن عمر الأطفال تمكنت بفضل الله عز وجل من انهاء حفظي للقران وانا قي الصف الأول الإعدادي ووقتها كانت امي تحفظ حوالي خمسة اجزاء تقريبا من القران الكريم
وبدأ مسلسل اهمالي وتكاسلي منذ ذلك الوقت قصرت بشدة في مراجعة ما حفظت فعام اراجع بعض الأجزاء والعام الاخر اراجع أجزاء أخري منه وانا الان مستمر في هذه المعاناة حتي هذه اللحظة ومن كان يريد أن يدعو لي دعوة فليدعو لي بأن ييسر الله لي مراجعة القران وان يجعلني من أحفظ حفاظه

لكن ليست هذه هي القضية القضية أن والدتي قد استمرت بعدما أنهيت أنا حفظي وظلت تحفظ وتحفظ والتحقت بمعهد محفظي القران الكريم بالعمرانية وهو معهد مدته 5 سنوات تنتهي وينتهي معها حفظ القران انهت أمي ال5 سنوات بتقدير امتياز وحصلت علي المركز الرابع علي دفعتها وإجازة تدريس القران الكريم وتحفيظه


وهي الان مدرسة في معهدين لتحفيظ القران الكريم

أمي الان بفضل الله عز وجل تحفظ القران عن ظهر قلب وهي في عمرها هذا
لم تقصر لمرة في حق بيتها
لم تقصر مرة في حق أهلها وجيرانها وتراجع باستمرارويوميا رغم أن عمرها الان ما يقارب ال50 سنة

كان والدي قد وعد أمي منذ القديم أنها ان تمكنت من حفظ سورة البقرة فسيحجز لها رحلة عمرة إلا أنه بعد حفظ والدتي لسورة البقرة لم يتمكن والدي من ذلك بسبب ان والدتي وقتها كانت تحتاج إلي محرم لم تيأس والدتي وقتها من تحقيق حلمها بالسفر الي المدينة المنورة واشتركت ذات مرة في برنامج "الجائزة الكبري " وكان برنامجا يعطي يوميا في رمضان جائزة حج وجائزة عمري وكان يقدمه الاستاذ جمال الشاعر وكان يظهر يوميا علي التلفاز ليسحب ورقة فائزة من بين الاف الأوراق

وكانت هذه الورقة هي ورقة أمي ...
أبي الله إلا أن يحقق لها أمنيتها وأن يدعوها لزيارة بيته علي رحلة طيران خمس نجوم وفي احسن فنادق مكة والمدينة

لدي من المواقف الشبيهة الكثير والكثير لكن لم أكتب هذه التدوينة لأحكي عن أمي ولكن لكي أدعوكم وأدعوا نفسي إلي الوقوف مع أنفسنا لحظة مع حقيقة أقول ..حقيقة حقيقة ونحن شباب ولم نصل الي50 سنة ....
أن كتاب الله عز وجل نور لنا في حياتنا
بهذا الكتاب يفتح الله لك ما لا تتخيل أن سيحدث بل ما ربما تكون قد يئست من تحقيقه
بكتاب الله...تنال حب الله وإذا نلت حب الله فصدقني والله ستري بعينك المعجزات وغرائب قدرة الله بكتاب الله ...تهون كل هموم ويزول كل هم وعسر
بكتاب الله ...يرزقك الله نفاذ البصيرة والحكمة في القول والفعل
بكتاب الله ...يقذف الله حبك في قلوب الاخرين
بكتاب الله ...تكتسب المناعة والحصن الحصين ضد الوقوع في المعصية وتضع بينك وبين المعاصي المسافات والحواجز

اخواني ختاما ... اياكم وهجر كتاب الله واسألكم الدعاء لوالدتي بالثبات علي المراجعة ومش عاوز حسد:
D

والأهم الدعاء لي بأن ييسر الله لي بان أستعيد حفظي قبل أن أفقده إلي الأبد أمانة في عنق كل من يقر أ هذه
التدوينة

Sunday, October 26, 2008

شخصية الطالب المقتولة في الجامعة




عادة لا أحب المبالغة عند النقد او تضخيم الألفاظ عن انتقاد ظاهرة موجودة..
ولكن بالفعل وأنا الان أقضي السنة الخامسة لي في جامعة القاهرة
استطيع ان اقول ان شخصية الطالب في الجامعات المصرية هي شخصية مقتولة او ممسوخة

المظاهر

تأتي مظاهر هذا المسخ وهذا القتل بينة وظاهرة وجلية لكل من يري
1-فعلي نطاق الأسر ..أصبحت هذه الأسر تحت رحمة ادارات رعاية الشباب علي مستوي الجامعات واصبح مطلوب من كل طالب يريد ان يعلق ورقة او يعبر عن رايه ان يذهب ليستأذن موظفا تلو الموظف ويطلب منه ان ينتظر الرد بالايام والاسابيع وربما يأتي الرد رافضا لنشاط الطلاب او ربما يأتي تعديل بالأمر المباشر وبفرض تدخلات سواء من الموظفين او من اعضاء هيئة التدريس.....ولا توجد اي ارادة للطلبة او احترام لسنهم وعمرهم وانهم لم يعودوا اطفالا وقادرين علي ان يديروا انفسهم بشكل جيد


2-علي نطاق التعليم والدراسة ...اصبحت المناهج الدراسية في "معظم" الكمليات العملية او النظرية تعتمد بشكل اساسي علي كيفية اجتياز الامتحان وقلة قليلة جدامن الاقسام في الكليات هي التي تهتم بصقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته في التعبير وتنمية مهارات العرض والتقديم .....قلة قليلة هي التي تعطي للطالب احساسه بشخصيته وتستمع الي انتقادات الطلاب ورغباتهم ومقترحاتهم
والغالبية للاسف يتعاملون مع الطلاب علي انهم مجموعة من "المتلقين" ويتجاهلون جانب التفاعل من الطلاب

اختفت تقريبا في اغلب الكليات مؤتمرات الاقسام لسماع وجهات نظر الطلاب في المواد المقدمة وكيفية تطويرها


3-علي نطاق اتحادات اللطلاب وصنع الطلاب لقرارهم ....تم احكام القبضة الادارية والامنية علي اتحادات الطلاب...واصبح أمناء الكليات مجرد "ديكور" للنشاط واصبحت السلطة في ادارة الانشطة في ايدي مديري رعاية الشباب ووكلاء وعمداء الكليات
فلم نجد اي دور"معلن " لاتحادات الطلاب في اعتماد ميزانيات الانشطة واصبح الموضوع كله قيد الكتمان وسط تكهنات بوجود فساد مالي ضخم داخل اتحادات الطلاب وادارات رعاية الشباب

-لم نجد حتي الان اتحاد طلاب واحد يعارض ادارة كليته متبنيا رأي الطلاب والغالبية الاعم هي اغلبية "منصاعة" لقرارات ادارة الكلية ولا تستطيع ان تقول لها لا ...
علما بانه حينما كانت اتحادات الطلاب حرة وكان هناك من يجرؤ أن يقول لا كانت الجامعة تعيش ازهي عصورها من حيث التربية الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية

قتل خطأ أم بفعل فاعل؟؟



وفي ظني أن هذا القتل هو قتل مقصود لشخصية الطالب وليس سهوا او نتيجة للاهمال
وهذا الطرح ليس اتهاما بدون دليل او خوضا في نوايا الاخرين بقدر ما هو تحليل لمعطيات الواقع الموجود في المجتمع المصري

وسبب هذا التعمد من وجهة نظري هو انه اذا سمح للجامعات بان تكون محضنا فكريا وثقافيا وسياسيا للطلاب فسيتخرج جيل علي قدر كبير من الوعي وعلي قدر كبير من الارادة وعلي قدر كبير من الاستقلالية والشجاعة والغربة في صنع التغيير
واذا انتشر هذا الوعي بين الفئة التي تضمها الجامعات المصرية وهي من اخطر الفئات وهي الشباب......قان ذلك يشكل اكبر خطر علي النظام المصري الحالي ان لم يكن يمثل بداية نهايته الفعلية
لان النظام المصري يعتمد بشكل اساسي في استمراره علي سلبية الشباب وانصرافه عن السياسة وعدم التركيز عليها بل وتخويف كل من يهتم بها في الوقت ذاته الذي يدعي فيه زيفا وزورا انها حامي حمي الديمقراطية

ان النظام المصري بقمعه للحريات داخل الجامعة ليحمي نفسه من ظهور اي معارضة شعبية شبابية ضدهفانه بذلك يدمر جيلا كاملا من الشباب سياسيا وةفكريا وثقافيا ليخرج جيلا مهتما باتفه الامور بدلا من ان يهتم بقضايا بلده ويحرص علي مصلحتها ومحاربة الفساد الذي استفحل في كل مؤسساتها

العلاج الذي احلم به



وكعلاج للوضع المؤلم الحالي فاني اري ان وجود "حرية مسئولة " داخل الجامعة هربما يحدث تغييرا في المجتمع المصري كله وليس في الجامعة فقط
هذه الحرية المسئولة مطلوبة في الانتخابات الطلابية بحيث تكون معبرة عن عموم الطلاب بكافة افكارهم وميولهم
هذه الحرية المسئولة مطلوبة في ممارسة النشاط الطلابي واطالب ان يتاح للطلاب حرية تعليق اللافتات وتخصيص اماكن لتعليق اللافتات لعموم الطلاب وان تكون هناك رقابة بعد تعليق هذه اللافتات وليس قبلها كضمان لعدم نشر اشياء مسيئة خلقيا
اطالب بان يخصص اماكن ثابتة في الكليات لاقامة المعارض المستمرة للطلاب لعرض انتاجهم الفكري والثقافي والسياسي دون استئذان من الأمن أو الادارة
اطالب بان تفتح حرية تشكيل الاسر دون قيود امنية او شرروط تعجيزية
اطالب بان تعود الندوات الجماهيرية الطلابية للجامعة من جديد وان يستضاف فيها كل الشخصيات دون منع امني لشخصية والسماح لأخري اطالب بان يعود اتحاد الطلاب اتحادا للطلاب وليس اتحادا لمجموعة من الطلاب اتحدوا مع الادارة والأمن علي السيطرة علي الجامعة وحرمان الاخرين من حقهم في المشاركة

احلم فعلا من كل قلبي باليوم الذي تنعم فيه الجامعة بحريتها واستقلاليتها
ربما لن اشهد هذا اليوم وانا طالب
لكن فعلا اتمني ان اري الحرية المسئولة داخل جاماعات مصر متحققة
واحلم من كل قلبي بهذا اليوم
واطلب منكم جميعا ان نعمل لهذا اليوم ولا نيأس او نكل او نمل


ولن نترك القاتل يستمر في القتل السنة تلو الاخري وعلي الطلاب المخلصين في رسالتهم ان يقفوا للقتلة وان يعملوا علي البناء وان يعملوا علي فك حصار جامعتهم ..وما أكثر المحاصرين هذه الأيام

Tuesday, July 1, 2008

حينما يمتص إسفنج القلب ماء الرياء




فعلا مفتقد جدا للكتابة رغم ما يجيش بصدري من العديد والعديد من الخواطر ليل نهار
إلا أن القلم أحيانا لا يطاوع النسان علي التعبير
وربما تؤثر نفسية المرء كثيرا علي قدرته علي الكتابة

لكني سأكتب عن نقطة تؤرقني وتؤرق الكثير من الشباب الملتزم وخاصة الدعاة من طلاب الجامعة إن جازت التسمية
وهي الانغماس لفترات طويلة في بحار الرياء
الي ان يصل الإنسان الي حالة الاعتماد الكلي علي هذا الماء وعدم القدرة علي العيش خارجه بسبب أن فسيولوجية الجسم قد حدث له dependence بلغة الأطباء
أو حدث اعتماد كلي علي هذا الماء

فإذا خرج من هذا الماء
وأخذ شهيقا من أكسجين الحياة ...ففرح به وانتعش
إلا أنه
وجد نفسه لا إراديا ...تتحرك قدمه ناحية الماء مرة أخري
وهنا أنبه علي نقطة لا إرداديا التي لا اقصد بها المعني الحرفي لها ...ولكن الطريقة التي تحدث بها

ودار بينه وبين نفسه التي بين جنبيه حوارا ذاتيا بعد هذا التصرف اللا إرادي
كيف وصل هذا الماء إلي هذه القوة بداخلها
كيف وصل الي هذه القوة العظيمة التي تهيمن علي طريقة التفكير

ببساطة أنا أتحدث في هذه التدوينة عن "إدمان الرياء"..فالمدخن حينما يدمن هذه اللفافة المسماة بالسيجارة
فانه يبدأ اولا بسيجارة واحدة ...ثم يتسارع معدل التدخين شيئا فشيئا الي ان يصل الي حد تحكم التدخين في طريقة تفكيره ومدار تصرفاته

كذلك ..
كثرة الرياء
والرياء تلو الرياء
قد يصل بالداعية الي نسيان طريقة الاخلاص او بمعني اصح تحول الاخلاص في حياته الي لحظات عابرة
وإلي تحول طريقة تفكيره اليومية ليصبح الرياء جزءا ثابتا أصيلا فيها لا يتغير
اصبح الرياء مقررا روتينيا يوميا

حينما يتحدث مع الاخرين يدعوهم ينصحهم
حينما يكتب مقالا
حينما يترأس عملا
حينما يتحدث في وجود اشخاص يسعي الي نيل إعجابهم

قد يغيب عنه في هذه المواقف تجديد النية بالاساس
او لربما قام بتجديدها باللسان كإجراء روتيني معتاد

لكنه
حينما عاد لبيته ومنزله ...واصابه "السرحان اليومي "
واخذ يفكر ويقيم مواقفه طوال اليوم
واخذ يفكر ويفكر
فتارة يبتسم ..وهو سرحان في أفعاله ....سعيدا بشكله وهيئته في ذلك الموقف
وتارة يحزن او يصيبه العبوس والاكتئاب ...بسبب موقف ربما لم يستطع فيه ان يحوز ثقة الشخص الذي يتحاور معه أو ان ينال إعجابه

وفجأة
يخرج للحظات من دائرة الإدمان
ليفيق من سرحانه
فيجلس ويفكر في الطريقة التي كان يفكر بها أثناء سرحانه
فيصدم بالحقيقة
وهي أن إسفنج القلب قد أشرب بماء الرياء

هذا الشاب يجلس كثيرا في مجالس الصالحين ..نعم
ويستمع للكثير من المواعظ
ويقوم بالعديد من الأعمال ....
بل ربما يحاول جاهدا ان يتخلص من إدمانه
وهو يعرف طريق التخلص من الإدمان
تماما كما يعرف مدمن الهيروين ان هناك مصحات لعلاج الإدمان

لكن المشكلة ..
كيف يستطيع الانسان ان يوجد لنفسه مصحة من هذا الإدمان
إذا كان لا يشعر بهذا الإدمان الا حينما يجلس مع نفسه فقط
ولو جلس مع مليون طبيب فانه لا تتوارد علي نفسه خواطر التنبيه الاخلاصية ان جازت التسمية بل ربما لا يشعر باي مشكلة حين يدخل علي الطبيب
وكل ما يفعله هذا الانسان ...انه بعد ان بتناول السيجارة ...يذهب في المساء ...ليكتشف فجأة انه قد تناول سيجارة دون ان يدري...فيحزن ويكتئب



لكنه كل مرة يصيبه السرحان
وبعد الإفاقة منه
يجد فجأة ...أنه ما زال مدمنا
بل ان الادمان بداخله قد وصل الي مرحلة متقدمة قد تتطلب
عملية تغيير قلب !!




Monday, March 31, 2008

الغربال عمّال يغربل


البريد :


اولا...الحمد لله والدي أجري عملية جراحية بنجاح في العمود الفقري والحمد لله خرج انهارده من المستشفي وحالته ببتتحسن ..فعلا قضيت 5 ايام صعبين اوي ...حمد الله علي سلامتك يا ابي العزيز ...الجميل اني حاسس ان دهره بقي مفرود اكتر من الاول بس ده يمكن عشان هو خايف الجرح يفتح..بس فردة الدهر دي محسسساني انه 35سنة مش55

ثانيا:الامتحانات بدأت تشد ع الواحد وعندي بكرة امتحانين باين ..نسألكم الدعاء

ثالثا:وحشني التدوين جدا وخصوصا ان كفاية كده علي محتلي المدونة الجدد محمد مصطفي وشلته لازم يتم تحجيمهم شوية او ممكن اريح نفسي واحذف محمد صطفي من المدونة واريح دماغي

رابعا:موقع كل الطلبة ....الحلم بدأ يتحقق ...يارب الحلم يكمل

الغربال عمّال يغربل


كثيرا ما كنت أسمع عن الاصطفاء الالهي وأن الله عز وجل يختار من خلقه ويمن علي بعضهم بأن يكونوا مسلمين ويمن علي البعض الاخر ان يكون من الدعاة اليه كنوع من الاصطفاء الاضافي

فالله عز وجل هو الذي له الفضل علينا في كل شئ كبيره وصغيره
وليس "ذكاءنا" ولا "فتاكتنا" ولا "تميزنا"
ولا كل الكلام ده
ولو حد مننا اعتقد في كده ...صدقوني ..سيتركك الله لنفسك وسيتوقف عونه ومعونته ....وورينا بقي ساعتها عبقريتك هتنفع بايه
هذا هو ما أحسست به مع ما أراه من تغيرات سريعة في المحيط البشري الذي أحتك به
أناس في صعود
أناس في هبوط
وعجلة الحياة تدور ومازالت تدور ولا أحد يعلم حين تتوقف من سيكون الصاعد ومن سيكون الهابط ؟؟

كثيرا ما كنت أسأل نفسي ...هل من الممكن فعلا ان يأتي اليوم الذي اترك فيه الدعوة او اترك فيه طريق الدعوة الي الله ؟؟

كانت إجابتي بيني وبين نفسي .." ههههه..طبعا مستحيل ..ده من رابع المستحيلات ...انا عارف نفسي كويس"

لكن كلمات قد لا تلفت النظر قالها لي أحد الاصدقاء....قال لي " اسأل الله الثبات ...فما تدري الي أين تذهب بنا الفتن؟ "

ومرت بعدها ايام وايام
وبالفعل ما زال الغربال يغربل
بعض الدعاة يحيدون من طريق الدعوة الي طريق الوحدة والانعزال

والبعض الاخر ما زال صامدا وما زال حجمه اكبر من أن يخرج من فتحات الغربال
كثيرون قد تظن انهم من أسود الدعوة ...لكن لم يسلموا من الفتن حتي تنكبوا الطريق وتحولوا من ملتزمين ودعاة ..الي "ناس عايشين وخلاص " او تحولوا لافراد ليس لهم اي دور واضح او هدف واضح

طبيعة النفس ..الملل
طبيعة النفس ...انها تفتر بسرعة وتحتاج الي تجديد دائما


تجديد للايمان
وتجديد لتذكر الغاية والهدف والخطة والدرجات وابعاد الطريق وعوائقه ومعالمه

تذكرت قول الله تعالي " وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين"
وتذكرت
"أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ....
لابد من الزلزلة والخلخلة
تذكرت كذلك ...صديقي منذ الثانوية العامة الذي كان يسير في ركاب الدعوة
ثم ترك الدعوة
ثم ترك الالتزام
ثم اصبح يجلس مع الفتيات
والان يشرب سيجارة كل نصف ساعة
اصابني الهم والحزن ....الا ان مواقف الحياة وامثلة اخري كثيرة قالت


انه ليس هناك من كبير علي الفتن
اعلم ان ارتباطك بالله عز وجل هو سرقوتك
وان اعتقدت للحظة انك شخص مميز او انك مميز عن امثالك او انك مجابيتكش ولادة
اذا اعتقدت انك من الدعاة الذين يثبتون الناس ويوقوون من شوكتهم وانك بعيد كل البعد عن الفتن والتنكب عن طريق الدعوة
اذا نظرت ليرك ممكن ضل الطريق علي انك افضل منه نظرا لحسن اعمالك ولتفانيك وعمق افكارك
فاعلم ان الغربال القادم ربما تكون فتحاته اوسع واوسع
ولا تدري
هل ستفلت هذه المرة ..
ام ستثبت ؟

كل يوم من الحياة يمر
والغربال ما زال يعمل
أناس يجددون العهد مع الله ...وما زالوا في صعود
كل فتنة هي سلم لصعودهم
كل اختبار ..هو سلم لصعودهم
كل بلاء..هوسلم لصعودهم




واخرون ...قد اتخذوا الطريق المقابل ...من هبوط لهبوط ...

اخواني...اسألوا الله الثبات
فهو وحده القادر علي ان يثبتكم
ولولاه لا ندري اين كنا سنكون الان
اللهم ان نسالك الثبات


وصدق الله عز وجل اذ يقول لرسوله الكريم واشرف الخلق محمد صلي الله عليه وسلم
"ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا

قد كان الرسول صلي الله عليه وسلم بحاجة الي التثبيت من الله عز وجل

فما بالك بك أنت؟؟!!!

Friday, February 22, 2008

رحمة الله عليك يا دكتور

توفي الي رحمة الله ان شاء الله فجر اليوم ...

ابويا ..



ولو قلت كلمة غير أبويا ...ابقي كداب

ابويا والله بحس انه ابويا لما بشوفه

خلاص ...مش هشوفه تاني في صلاة الفجر كل يوم في الجامع اللي تحت بيته

خلاص ..مش هسلم عليه واشوف ابتسامته الجميلة كل يوم الصبح

خلاص ..مش هاحكيلك تاني ولا هاستشيرك في اي حاجة بعد الان

اللهم لك الحمد يارب
انا لله وان اليه راجعون ...


اسمعوا كلمات ابنته هنا

دكتور سناء ... ادين لك بالفضل في تشجيعك لي علي حفظ القرآن

دكتور سناء ...ادين لك بفكرك ورجاحة عقلك وتسلسل افكارك

دكتور سناء ...أدين لك بكل معني تعلمته منك سواء قلته لي او وجدته في خلقك وتصرفك

دكتور سناء ...القلب الرحيم ...والله واقسم بالعظيم ..حين اصافحه أحس بحنان لا أجده الا في حضن الام

دكتور سناء ...أتذكرك ...

أتذكرك ...وانت تهرول علي السلم بل تجري عليه كالعدائين رغم مرضك الشديد.....كي لا تفوتك صلاة الفجر في المسجد !

أتذكرك ..وأنت تقول لنا في إحدي اللقاءات ...."انا يا جماعة تحت امركم وكلي لكم وكلي لهذه الدعوة "

أتذكرك ...وأنت تنزل من فراش مرضك كي تصلي الفجر جالسا داخل المسجد ...!!

أتذكرك...والناس في المنطقة التي تسكن بها يلتفون حولك ويستشيرونك في امورهم ويطلبون خدمتك لمعالجة أطفالهم الصغار ..فلم تتواني وام تتقاعس ...

أتذكرك ..وأنت توصل والدي متطوعا الي حيث يريد بينما كان والدي يحاول ركوب تاكسي ..

أتذكرك ...أتذكرك وانت تخطب في مسجد الهدي خطبا تربوية أثرت في كل من سمعها

اتذكرك ...وانت تستند الي العمود في مسجد الهدي ..وتقول لي وقت ان كنت طفلا لم يبلغ العاشرة ...."الله يفتح عليك بس حاول تزبط التشكيل " ثم تقبل يدي

ليتني اري يدك الان فأقبلها يا دكتور سناء

اتذكرك ...وانت تعطينا خاطرة يومية في شهر رمضان بعد الفجر او بعد العصر في المسجد

اتذكرك ...وانت لا تتردد ولا تتأخر اذا دعيت لاي لقاء او لالقاء أي محاضرة


أتذكرك يا دكتور سناء وانت تسألني عن كلية الصيدلة وتسألني عن تقديري قبل وفاتك ب25 يوم وتحثني علي التفوق

بكيت لفراقك يا دكتور ...اكثر مما بكيت لعمي سيف او عمي عماد او عمي عز

ابويا سناء ...

اسأل الله ان يرزقك الفردوس الاعلي وان تكون مع النبي صلي الله عليه وسلم


رأيتك اليوم في المنام يا دكتور ...حتي قبل أن أعلم بخبر وفاتك

رأيتك تصلي في المسجد فاستغربت وحمدت الله علي عودتك من المستشفي

لكني سرعان ما استيقظت

ورأتك اختي ويا للعجب في ذات الليلة وانت شاب صغير السن


لا انسي كلماتك حين اعتقلوك





فقلت :





بقضاء ربي مرحبا

بقضاء ربى مرحبا

بقضاء ربى مرحبا .... اشدو بها يا أخوتى

فقضاؤة خير لنا ... مهما اتى بالشدة

بقضاء ربى مرحبا

لا تشفقو من محنتى .... هى فى الحقيقة منحتى

هى صحة لعقيدتى ... وطهارة لسريرتى

بقضاء ربى مرحبا

هى خلوة لعبادتى ... وتعلم لشريعتى

ومحطة لمتابتى ... وتدارك للزلة

بقضاء ربى مرحبا

هى منبع للحكمة ... وصناعة للقدوة

وبلاغة فى الحجة ... وترابط مع خلتى

بقضاء ربى مرحبا





وحين قلت :


إلى الله نشكو شرورَِ العبادِ ... فرب العبادِ هو المقتدر

ولا غيرُ ربي يجيب الدعاءَ ... ويدفع ظلمَ الذى قد فجَر

دَعَونا إلى اللهِ نرجو الصلاح ... ونرجو الفلاحَ لكل البشر

وقمنا إلى اللهِ نبغى رضاه ... ولسنا نبالى ركوبَ الخََطَر

ولسنا نبالى ببطشِ الطغاة ... فلن يستكينَ له أى حر

ولا ضيرَ أن نُبتلى مثل يُوسُف ... فنَحجُبَ ظُلماً وراءَ الجُدُر

يَميناً إذا غابَ منَّا الرجالُ ... لينتَشِرَنَّ قفاةُ الأَثَر

فمِن خلف داعٍ سيمضى دعاة ... وخلف المربىِّ سيمضى زُمَر

ولن يطفئَ الظلمُ نورَ السماء ... ولن يَحجُب الليلُ ضوءَ القمر

فيا قوم قوموا لنَصرِ الإله ... وفُكوا سراعاً قيودَ الحذر

فما العيشُ إن لم يسُد شَرعُنَا ... وتَعنُ الجِباهُ لما قد أَمَر

سَلاماً لكم يا دعاةَ الصلاحِ ... رعَتكُم بحفظٍ عيونُ القدر

سلمتم وطبتم وخابَ البُغاة ... وشرعُ الإلهِ هوَ المنتصر



اسأل الله ان يجعلك شاعرا في الجنة كما كنت في الدنيا يا والدي




لا ينسي الناس جراتك الشديدة في الحق

كنت من مؤسسي الحركة الاسلامية في الجامعة في السبعينات

ولا ينسي لك الكل حينما اقتحمت جحافل الأمن الجامعة فلجأ طلاب الجماعة الاسلامية الي المسجد فاقتحم حكمدار القاهرة وقتها المسجد بنعله

وملا الذعر الجميع ...إلا أنت ....فانطلقت في وجهه واخرجته من المسجد ...واهتز الحكمدار لكلماته

هذه حقيقة يا اخواني والله


دكتور سناء ....ضربت المثل كمربي فاضل وكقدوة خلقية

اسمعوا كلماته هنا بعد خروجه من المعتقل يتحدث عن ايام اعتقاله

اسمعوها علي هذا الرابط



http://www.youtube.com/watch?v=7Y1-I-7401g



لن أنسي وصيتك للاخوان المسلمين ولكل الناس قبل وفاتك بأيام ومن فراش المرض



اسمعوا وصيته :


قد أخذ الناس مواقعهم.... في صفوف صلاة الفجر

بعض الإخوان قد انقطعوا.... راضين بأوهى العذر

فنهوضًا فورًا أحبابي.... والرب عفوٌّ ذو ستر

ودوامًا إنكم القدوة.... ترمقكم أبصار الغَير

أقسمت يمينًا لن تجدوا.... في غير الطاعة من خير



وصيتك في عنينا يا دكتور سناء

يارب يثبتك عند السؤال

يارب يجزيك كل خير علي مئات الشباب اللي تربوا علي ايديك واهتدوا علي ايديك


وها هي جنازتك يحضرها الالاف








اللهم ارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك

لسه يا شباب والله لسه في ناس بتعيش لربنا وبتنجح في التأثير في غيرها والدليل الالوف اللي حضرتك الجنازة بالمعادي وواصلت حتي الدفنة بمدينة نصر


لسه يا شباب والله ممكن نقلد الصحابة
لسه والله يا شباب ممكن نبقي شمس مضيئة لكل اللي حوالينا



يارب اعنا علي نصرة الحق والجهاد من اجله حتي نلقاك
يارب نفسي ادخل جنتك بقي يارب

يا رب نفسي اخدم دعوتك وافضل عليها لغاية ما القاك وتكرمني بجنتك

يا رب اجعلنا جميعا قدوة ليرنا دعاة علي نهجك

يار ب استجب يارب استجب

Wednesday, February 20, 2008

تغيير الانطباعات ...معركة يسيرة أم عسيرة





كثيرا ما امر بمواقف كانت تدعوني الي طرح هذا الاستفسار

هل يمكن بسهولة ان يغير الانسانا انطباعا وجده تجاه شخص معين

هل هذا الأمر من السهولة بمكان ؟ام انه شئ عسير جدا وصعب جدا ونادر الحدوث


من البديهي ان كلنا بشر ..ولازم هنغلط

لكن أخطاءنا في ناس كتير غيرنا بيشوفوها

وربما يكون من ضمنهم بعض الافراد لا يعرفون معدننا الحقيقي حتي وإن أخطأنا

ومن خلال هذه الاخطاء بيضعوا انطباع معين عن الشخص الذي أخطأ


والتدوينة دي عاوز اقول من خلالها تساؤل ..


هل الانطباع السئ ده فعلا سهل تغييره ولا صعب ؟؟


كراي شخصي ومن خلال المواقف المتعددة

شايف ان ده بيبقي صعب جدا

بجد امثلة كتير جدا ناس بتغلط غلطات في حياتها

ولما بترجع للمسار الصح مرة تانية

الناس بتفضل فاكرالها غلطتها دي وانطباعهم السئ الذي تولد عندهم جراء هذا الخطا ما زال مصاحبا لهم في طريقة تفكيرهم تجاه الشخص المخطئ حتي رغم كونه قد اجتنب الخطا هذا نهائيا


كتير جدا الاقي ناس شكلوا انطباع معين عن شخص معين انه مثلا فاشل

وبعد كده بينجح وبيبقي زي الناس الناجحين اللي سبقوه بالزبط

لكن برده هناك من الناس من يفضل عليه الاخرين بسبب فشله السابق حتي لو كان في هذه اللحظة هو مثله مثلهم بالزبط


انا اقصد هو ليه الناس مبتغيرش انطباعتها بمرونة

وبيفضلوا يتعاملوا علي القناعات والانطباعات القديمة مهما مر الزمن

هو يعني الناس مش ممكن تتغير ولا ايه

وطالما الناس اتغيرت

ليه احنا كمان منغيرشض انطباعاتنا بسرعة مع الزمن وبنفس معدل تغير الناس

وليه مبنحطش في اعتبارنا ان الشخص اللي بيغلط ممكن جدا جدا يرجع زي اللي مغلطش بل احسن منه كمان لانه واجه تجربة معينة تعلم منها


ليه بقي ؟؟