Friday, December 25, 2009

مكاسب دعوية وتربوية للنقد العلني




كثيرين من المنتمين لجماعة الإخوان-التي اشرف بالانتماء اليها- أصبح من المستقر لديهم أن كل ما يكتب في وسائل الإعلام المقروءة أو يقال في المسموعة أو المرئية عن جماعة الاخوان خاصة وإن كان فيه نقد لهم هو مؤامرة من المتربصين بالجماعة الذين يحاولون شق صف الجماعة وإثارة الفتنة داخلها أو أنها تكهنات لا صحة لها أو أنها من مصادر موثوقة أو ان مصدرها أناس كانوا بالجماعة ثم تركوها ويسعون لتشويهها وفضحها او افراد من الاخوان "مش فاهمين صح" او "عندهم حب ظهور" يخرجون ويصرحون بهذا النقد علنا بدلا من ان يطرحوه داخل الجماعة


وفي الحقيقة أنه بسبب هذه النظرة التي لا ارفضها كلية او اقبلها كلية-والتي سأفندها في السطور القادمة-تسببت في أن لايلقي أفراد الإخوان بالا لأي مقالة أو خبر ينقدهم
وتأتي التبليغات لقواعد الإخوان بعدم استقاء معلوماتهم إلا من مصدرين الموقع الرسمي للجماعة والمسئول المباشر
ونتج عن ذلك حالة مستقرة لدي الكثيرين ممن تعاملت معهم-واحترمهم-وهي قلة الاطلاع علي المقالات التي تنقد جماعة الاخوان او تهاجمها او تطلب منها تغييرا معينا

ولعل سبب قلة الاطلاع هذه اما :

1-التشكيك في اصحاب هذه المقالات او الافكار ودوافعهم
2-عدم الرغبة في شغل الاذهان بالشبهات خشية ان تشغلهم هذه الامور وتشككهم في جماعتهم
3-عدم وجود وقت الا لتصفح موقع واحد او موقعين علي الأكثر بالتالي اغلب المعلومات تستقي من الداخل التنظيمي فقط
4-تحت مبرر أن الأولوية للعمل وليس للجدل

وحينما جاءت الأزمة الأخيرة أحدثت عملية من الخلخلة لدي الكثيرين منهم
ظهرت في حالة صمت وترقب عند الكثيرين
لكنها وللأسف تحولت ايضا الي حالة من الخروج عن قواعد الأخلاق لدي البعض وظهر ذلك جليا في التعليقات علي مواقع الانترنت والتي تباري فيها"بعض " الاخوان في توجيه السباب-مخالفين بذلك مبادئ الجماعة- لمن يهاجم مكتب الارشاد او قيادات الجماعة دون ادني خجل او اعتبار لمعايير الأخلاق
وساهمت هذه التعليقات باغتيال معنوي كما اسماه البعض للعديد من الأقلام المحترمة من وجهة نظري

الإمام البنا لم يعترض علي النقد العلني
ذكر لنا مرة الاستاذ مصطفي كمشيش موقف حدث بالفعل
في الثلاثينيات من القرن الحالي كان هناك مجلة يكتب فيه الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين هي مجلة الدعوة
وأرسل أحد القراء رسالة للمجلة يسأل فيها الامام حسن البنا عن مصدر دخله ومن اين ينفق علي نفسه
فقامت الجريدة بنشر الرسالة في عددها وتم توزيع المجلة ونشرها
وفي الاسبوع التالي قام الامام حسن البنا بارسال الرد الي المجلة بمنتهي الوضوح موضحا مصادر دخله دون ان يوجه للسائل اي يوم او عتاب او لفظ
وكذلك المجلة لم تخف أو تخشي او تعتبر انه من العيب ان ينشر انتقاد او تشكيك في الامام البنا علي صفحات مجلة الدعوة
لم تعتبر الجريدة وقتها ان نشر شيئا كذلك ربما يحدث تشويشا داخل الجماعة مثلا
لانه ببساطة طالما لدي الجماعة اليات واضحة للرد وللتوضيح والنقاش في الافكار فلا مانع من ان يقول الجميع ما يشاء في اطار الاحترام والاخلاق
هكذا كان يفكر الامام البنا رحمة الله عليه
وشتان بين هذا وبين السياسة التحريرية لموقع الاخوان الرسمي والذي اناشد الفضلاء القائمين عليه فتح باب ولو حتي باب فرعي "بعنوان نقد الاخوان"
اعلم انكم تقولون ان المواقع الرسمية تتبني وجهة نظر الجماعة
لكن صدقوني لن تضاروا في شئ اذا وضعتم "بوكس" صغير بعنوان نقد الاخوان
ولتعلنوا فيه بصراحة ان الاراء التي بداخله لا تعبر عن راي الجماعة اذا اردتم
لان هذا القسم سيكون له فوائد ساذكرها في هذه التدوينة

بالتاكيد فإن لكل كيان او تنظيم مساحة من الخصوصية في بعض الأمور التنظيمية الدقيقة
لكن المشكلة من وجهة نظري ان البعض لا يفرق بين هذه المساحة الصغيرة والتي غالبا ما تتضمن اسرارا ادرية بحتة في مستويات مختلفة وبين نقد الافكار والوسائل التي تشمل الجماعة كجسم كامل وككل فهو لا يندرج تحت بند الخصوصية اطلاقا من وجهة نظري

فوائد النقد العلني المهذب
1-ايجاد مساحة لدي ابناء الصف لطرح الرؤي حول تطوير الجماعة والاطلاع علي افكار باقي الاعضاء بسهولة ويسر دون انتظار للتعقيدات التنظيمية التي يصل فيها الاقتراح للقيادة بعد شهور
لكن النقد العلني يوسع مساحة الترابط بين افكار التطوير للجماعة
فلو افترضنا الاعتماد الكي علي التنظيم في النقد فكيف لي أن اعرف فكرة قالها أحد الاخوان في اسوان مثلا الا بعد شهور

2- تنمية العقلية النقدية لدي شباب الجماعة ليصبح لديهم القدرة علي تحليل الأفكار والانتقاء منها ونقل الافكار من هنا وهناك
بدلا من عقلية تلقي وجهات النظر المعلبة والجاهزة والتي ياخذها الفرد علي انها من المسلمات

للتوضيح : لو افترضنا انه علي مستوي اداري تنظيمي عالي مثل مكتب الارشاد كان هناك نقاش حول قضية معينة وكان فيها رايان متضادان وهذه القضية لم تصل لقواعد الجماعة ولم يعرفوا عنها شئ وانتهت القضية بتغليب راي غالبية علي راي اقلية
فينزل لقواعد الاخوان ان الاخوان قرروا كذا كذا (راي الاغلبية) دون توضبح للراي الاخر صاحب الأٌقلية
وفي هذا حرمان للقواعد من ان يفكروا في الخيارين ويعبروا عن موقفهم ...ومن ثم مع اول انتخابات يختاروا من يعبر عن مواقفهم هذه

لكن الوضع الحالي في جماعة الاخوان ان القواعد لا تعرف ماذا يتم مناقشته
ولا تعرف حتي القرار الا بعد فترات طويلة
وحينما ينزل تبليغ للقواعد يهمل ان يقول انه كان هناك اراء متعددة واخترنا كذا ولكن غالبا يتم توصيل القرار النهائي فقط
وحينما تاتي انتخابات لا يعرف القواعد علي اي اساس يختارون لانهم لا يعرفون اصلا ماذا يناقش في المستويات الاعلي
ولا يستطيعون الاختيار بناء علي من يمثل موقفهم ولكن ربما بناء علي معايير احادية مثل الجانب التربوي فقط بغض النظر عن الجانب الثقافي او وجود رؤية وما الي ذلك


3-من فوائد النقد العلني ايضا تعليم افراد الجماعة تقبل النقد الذاتي بصدر رحب وبدون تشكيك في المنتقد وبدون النظر في نواياه فالحكمة ضالة المؤمن لو وجدها عندها شخص متربص حاقد نفعي فاسد لابد عليه ان ياخذها منه فالجماعة اصبح المهتمين بها من خارج الاخوان كثيرون وبالالاف واصبحت الجماعة شأنا عاما للمجتمع كله واصبحت مواقفها وافكارها محل نقاش مفتوح للجميع

4-من الفوائد ايضا ...اشراك المجتمع في التفكير معنا
فمن الوارد جدا ان تخرج فكرة من فرد لا ينتمي للاخوان تسهم في نقلة للجماعة خطوات للامام
ولان هذا الشعور بالمشاركة معنا في الهموم والمشاكل يصب في مصلحة الجماعة التي تدعو الي ارشاد المجتمع والانفتاح عليه


5-النقد العلني يرسي ويؤكد بشرية الجماعة ويحارب حالة القداسة التي يحاول البعض بدون قصد رسمها للجماعة او لقيادتها وكانهم لا يختلفون لانهم ربانيون او انهم لا يخطئون لانهم شوريون
فقد يحدث الخلاف ولا ينتفي الربانية كما قد يحدث الخطأ رغم حدوث الشوري داخليا لانهم بشر في النهاية يجوز لنا انتقادهم بأدب والاعتراض في اطار الحب والحرص علي الخير


6-ان تقبل الجماعة للنقد العلني بعيدا عن التقديات التنظيمية سيخرج ويحفز العديد من الطاقات داخل الجماعة التي لا تستطيع توصيل صوتها بسهولة او تخشي الاعتراض علي شئ فيتم تفسير ذلك علي ان هذا الشخص"مفتون " او "تثاقلت عليه اعباء الدعوة فلجأ الي اثارة المشاكل" وما يتبع ذلك من ابعاد عن دائرة القرار والسبب انه ينتقد الجماعة بشدة
علي الرغم من ان هذا الشخص ربما يكون من اكثر الحريصين والمحبين للدعوة والخائفين عليها


7-النقد العلني حينما يعترف به من الجماعة بوضوح سيرسي للجميع قاعدة التعايش مع الافكار وتقبلها
بدلا من اقصاءالافكار-بدون قصد او تعمد-تحت ظن ان ذلك حماية للدعوة واستقرار لها واكثر تركيزا لصانعي القرار فيها

لا شك انني احترم الشوري تماما
واقدرها
لكن في كل نظم العالم الديمقراطيةومن قبل ذلك كله في عصور الاسلا م يكون هناك ممثلين لكل الافكار في كل مراكز صنع القرار وبالطبع تختلف النسبة بين اقلية واكثرية ولا بد ان تحترم الاغلبية وتعمل الاقلية علي محاولة نشر افكارها اكثر وكسب مؤيدين اكثر حتي تصبح اكثرية دون ان يمنعها احد من التواصل او الدعوة لافكارها طالما كانت الاقلية ملتزمة في القرارات التنفيذية براي الاغلبية



8-النقد العلني يساهم في وجود شفافية اكبر للمؤسسة ويضع المؤسسة تحت رقابة المجتمع كله
ويحميها من الاخطاء الادارية التي لو ظلت في الداخل لتم تجاهلها من باب ان هذا العمل تطوعيا
وكان الاحسان ليس مطلوبا في الاعمال التطوعية
وكان الاعمال التطوعية يقوم بها ملائكة اكبر من الخطأ
بالتأكيد اختلف مع ذلك


في النهاية لا يفوتني التأكيد علي عدة نقاط :

1-انني والله أغير علي الإخوان غيرة لا يعلمها الا الله واحبهم ان يكونوا في احسن وابهي صورة دوما كعادتهم

2-ان النقد العلني للاخوان حين امارسه مع اصدقائي الغير منتمين للاخوان واوضح لهم سلبيات وايجابيات الاخوان اكسب احترامهم للاخوان ولفكرهم اكثر بكثير من سياسة الدفاع المستميت وتجاهل العيوب ...واشعر بعدها انهم لا يتعاملون معي بتحفظ ولكن بانقفتاح وصراحة ولمست ذلك من الكثيرين سواء في عالم الاصدقاء او الانترنت

3-ان النقد العلني للاخوان يخرج اجيالا لديها القدرة علي التفكير والتحليل وهؤلاء تحتاجهم الدعوة في التعامل مع المجتمع اكثر بكثير من المسالمين الصامتين

4- ان كل ما قلته لا يتنافي من ان الاولوية الاولي هي للعمل وان يؤدي كل انسان دوره ...لكن ايضا الفكر يوجه العمل في الاتجاه الصحيح ويصوبه باستمرار

وفي ظني ان الأزمة الأخيرة قد أفادت الجماعة كثيرا وجعلتها تضع يديها علي العديد من العيوب
املين من الله ان توفق في اصلاحها والسير قدما للامام باذن الله


Friday, December 11, 2009

وماذا لو تحولنا لموظفين في شركة؟؟!!


كواليس التدوينة:

1-أعود بعد شهور طويلة من التوقف للتدوين مرة أخري والحمد لله وقد جري في هذه الأشهر ما جري من تخرج وتأجيل للجيش والتحاقي بعمل ما وما الي ذلك من احداث فالحمد لله علي كل شئ ونتمني من القراء الأعزاء الدعاء بالتوفيق والسداد وبسداد الخطي وراحة البال ووضوح الرؤي

2-كلما كبرت كلما شعرت بقيمة والدتي ووالدي وكلما شعرت بمتعة ارضائهم والتودد اليهم واسعادهم ..اوصيكم ونفسي ببر الوالدين والاستمتاع بالايام التي ربما سنندم عليها كثيرا في ظل وجودهم معنا أحياء يرزقون

وماذا لو تحولنا لموظفين في شركة ؟؟
!!


هي كلمة تقال كثيرا حينما يتم فقدان روح الأخوة في مؤسسة خيرية أو دعوية
وتقال أيضا اذا اشتد الخلاف بين العديد من الأطراف في هذه المؤسسات في بعض الاوقات

وفي الحقيقة أنه عند التأمل في هذه الجملة وجدت انه في العديد والعديد من الشركات توجد روح مودة عالية جدا بين الموظفين
صحيح ربما تكون مودة طبيعية ليس له مرجعية اسلامية بالمعني الدعوي
لكنها موجودة ومتجذرة بين الموظفين في العديد من الشركات

لكن ما لفت نظري وهو ما أتحدث عنه
هو انه عند حدوث خلاف في هذه الشركات فانه لا يتم التحاكم فيها وفقا للمودة المتجذرة في القلوب ولا للعلاقات المتينة بين الاشخاص ولا بمقاييس الحب والبغض
وانما باليات الشركة ولوائحها الحازمة التي تطبق علي الجميع الصغير قبل الكبير
بل أنه أصبح من الشائع في السوق أن الشركات التي لا تثبت لوائحها ولا تطبقها بوضوح وصرامة هي مؤسسات ضعيفة وليس لها اسم قوي ومتين في السوق وفي المنافسة وعادة ما ترتبط القوة والمتانة بشكل كبير بمدي نجاح الاسلوب الاداري ومنه تطبيق اللوائح

ما اتعجب له في مقالي هذا أن بعض الدعويين قد اعترفوا قولا بأهمية تنظيم العمل وتقسيمه وتوزيع الأدوار ومتابعتها وتقييمها
بل واعترفوا أيضا بأهمية وضع نظام لائحي لأي كيان أو لأي وحدة
بل ووضعوا الأكبر من ذلك
وضعوا اليات لمحاسبة المخطئ أو المقصر أو الغير ملتزم باللوائح
لكن للأسف كانوا اخر من يطبق هذه الالية وهي الية من اهم اليات العمل الجماعي الناجح وهي
"المحاسبة"

أصبح الكثير من الدعاة يتحرجون من أن يطلبوا محاسبة فلان
او فتح تحقيق معه ينتج عنه قرار
او ان تطبق اللائحة بخصوص شروط العضوية واستحقاقاتها في الالتزام بالمهام المطلوب او الاعفاء من العضوية

وياتي الرد دائما علي تفعيل هذه الاليات
بأننا
"لسنا موظفين في شركة"
"احنا الاخوة هي اللي بتحكمنا قبل اي شئ"
"عيب تتكلم عن فلان ده له باع طويل في الدعوة انت مين عشان تحاسبه

وفي الحقيقة أن كل هذه المقولات حق
ولكنه يؤدي إلي باطل حتي وان لم يكن يراد به باطل

في الحقيقةأنني أري ان تفعيل بنود
"المحاسبة-سحب الثقة- تجميع نصاب معين لعقد جمعية عمومية طارئة- طلب فتح تحقيق-.....الخ)
سيكون مفيد جدا لأي كيان حتي لو كان دعويا أو خيريا ولا يتنافي مع طبيعة كونه "لله"

لهذا اتمني ان تكون هذه الهيئات مثل الشركات :
1-بها اليات محاسبة فعالة
2-بها جمعية عمومية يقظة تحاسب وتراقب وتواجه وتصتدي وتعدل المسار
3-العواطف والأخوة لا دخل لها بمحاسبة المخطئ لان المجاملة هنا تؤثر علي المؤسسة ككل وعلي سمعتها
4-يتم التعامل بجدية مع اي شكوي دون البحث عن ما وراء الشكوي من احتمالية ان تكون شخصية او كيدية اوما الي ذلك
5-يتقبل المخطئ العقاب ويعتذر عن الخطا
6-يكافأ المجد علي الملأ لتحفيز غيره دون القلق من ان "يتغر في نفسه"

يعلم الله كم أكن في داخلي وكم تشكل عاطفة الأخوة في الله بالنسبة لي وأري أنها بالفعل الرباط الوثيق الذي يربط اي كيان دعوي ببعضه البعض
لكن علي هذا القدر علي قدر بغضي وكرهي علي السكوت علي الخطأ أو الاعتراض علي المخطئ أو مطالبة محاسبته
بل إن هذه المحاسبة هي من باب الحب في الله والخوف علي الاخر من ان يرتكب الإُثم بتماديه في الخطأ

إن تفعيل الية المحاسبة في اي كيان
ابتداءا من وحداته القاعدية حتي قمة وحداته التنظيمية هو امر مطلوب ويصب بشدة في مصلحة الكيان وأيضا في مصلحة هؤلاء الأشخاص
وطلب المحاسبة لا يعني "العدائية "ولا "الكراهية"
ولكنها حق لابد ان يستخدم دون ان يؤثر ذلك علي الاخوة
لان ابسط قواعد الأخوة أن أخاف علي أخي من نفسه ومن الوقوع في الخطأ


إن الية المحاسبة
تكسب اي كيان قوة في قراراته ويصبح للمسئولية في هذا الكيان قيمة ومكان واهتمام اكبر
تحمي اي كيان من الترهل الإداري ومن البطالة المقنعة داخله
بعكس لو شعر الجميع بأن "كتر خيري علي اللي بعمله "
وأنهم لو قصروا فلن يحاسبهم أحد

استخدم الصحابة هذه الالية منذ عهودهم القديمة
استخدموها رغم بساطة الحياة وعدم تعقيدها
استخدموها حتي لو كانت من استخدمت ضده هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
وقبلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يتحرج منها او يعتبرها قدحا في مكانته وهي الرفيعة بلا شك
بل رضي بالمحاسبة
ورد عليا
بوضوح
وفي العلن

ربما يكون العمل في الشركات يكون مقابل أجر مادي
والعمل التطوعي أجره عند الله
لكنهما يتحدان في الاليات التي توصل للنجاح وهو هدف الجميع

ونسأل الله ان يعيننا جميعا علي الاحسان فيما نقوم به

Saturday, February 21, 2009

رئيس الجامعة الموازي!!





هذه المقالة ليست دعوة لأعضاء هيئة التدريس الشرفاء لإعلان أحدهم رئيسا موازيا للجامعة وليست دعوة بإعلان إدارة بديلة لإدارة الجامعة التي فشلت أن تكون ضمن أفضل 100جامعة علي مستوي العالم بينما نجحت مثيلاتها الصهيونية في ذلك علي مدار سنوات متتالية ..

ولكن جل ما أريد أن أوضحه في خضم ذكري يوم الطالب -المظلوم- العالمي أنه بالفعل هناك رئيس جامعة مواز لرئيس الجامعة الحالي بل ويمارس مهامه صباح مساء
في البداية دعونا نستعرض مهام إدارة أي جامعة في مصر ويمكن تلخيص هذه المهام في النقاط التالية :
1-إدارة شئون التعليم والطلاب وتطوير العملية التعليمية بمختلف نواحيها
2-إدارة شئون الدراسات العليا وتطوير البحث العلمي
3-إدارة الأنشطة التي من شانها خدمة المجتمع والبيئة

ربما تتفرع عن هذه المهام مهام أخري تنسجم معها أو ربما تخدمها لكنها في النهاية تصب في هذه المهام الرئيسية

والحقيقة كل الحقيقة ...أنه بدون إدارة قادرة علي التحكم المطلق والتام والسيطرة الكاملة علي إدارة هذه الملفات الثلاث فإنه مهما تعددت الوسائل لتحقيق أداء مميز في هذه الملفات الثلاثة فإنه تبقي النتائج غير مضمونة التحقق لأنه ببساطة جميع الخيوط ليست في يد من يدير العملية التعليمية التربوية

ولذلك فإن حرس الجامعة ومن يقف خلفه أصبح رئيسا موازيا للجامعة إذ أن زمام التحكم الحقيقي والفعلي في إدارة هذه الملفات الثلاث هو حقيقة في يد المؤسسة الأمنية والتي يمثلها حرس الجامعة وضباط مباحث أمن الدولة المنتشرين بالجامعة

وهذا القول ليس محض افتراء أو من قبيل المبالغات أو التهويل من دور حرس الجامعة وإنما هو استنتاج مبني علي أدلة ملموسة شملت الملفات الثلاثة :

فمن ناحية ملفي إدارة شئون التعليم والطلاب وتطوير العملية التعليمية وخدمة المجتمع والبيئة

فقد أخرج هذا الملف بشكل واضح من أيدي الأساتذة ليلقيه علي مكاتب وزارة الداخلية
أصبح النشاط الطلابي والأسر الطلابية رهينة في أيدي هذه المؤسسة الأمنية تسمح بما تشاء وتمنع ما تشاء وقد أثر ذلك علي العملية التعليمية في النقاط التالية :


1-فقد الطلاب ثقتهم في إدارة جامعتهم التي رأوها بأم أعينهم عاجزة امام قرارات المؤسسة الأمنية وبدا لهم ذلك سنويا من خلال ما يسمونها بانتخابات اتحاد الطلاب
2-أدت هذه القيود إلي التقليل من مساحة الإبداع لدي الطلاب وأصبح من المشكوك فيه أن تلقي إبداعات الطلاب الرعاية النزيهة الغير مرتبطة بمواقف سياسية ربما تقيد من حجم هذا الإبداع
3--نتيجة هذه القيود تملك الطلاب الخوف والسلبية تجاه المطالبة بحقوقهم المشروعة خوفا من بطش هذه المؤسسة فرغم اعتراف الطلاب بارتفاع المصاريف لحدود غير مسبوقة وتخطي أسعار الكتب للأرقام القياسية فإن أغلبهم لم يحرك ساكنا تجاه هذا الظلم وكانت المؤسسة الأمنية بالجامعة هي السيف المسلط ضد كل من يحاول ان يطالب بهذا الحق تحت دعاوي عدم تهييج الطلاب وإثارة القلاقل بالجامعة!!

4- أدت محاولات المؤسسة الأمنية في اجتذاب بعض الطلاب ضد البعض الاخروالزج بهم في مواجهة ضد بعضهم البعض الي مناخ تبدو عليه مظاهر المنافسة الغير شريفة بل وظهور تيار ما يسمي بالطلاب الحكوميين وهم في الحقيقة ليسوا كذلك في نظري وانما تم الزج بهم لتحقيق أهداف هذه المؤسسة الأمنية المتمركزة بالجامعة

5-اختفت مظاهر الفكر والثقافة داخل الجامعة التي من المفترض ان تكون محضنا لتربية المفكرين والمثقفين ..ولا شك أن غياب هذه المظاهر هو وليد للقلق الأمني والخشية من أن تحتوي الندوات أو الأمسيات أو المؤتمرات أو المناظرات علي ما يخالف تكتيكات هذه المؤسسة

فلم نعد نسمع عن ندوات تناقش القضايا باستقلالية وبمعزل عن الموقف الحكومي أو حتي موقف المعارضة بل الأعجب أننا وجدنا رموز الحزب الوطني الديمقراطي هم من يحاضرون ويديرون بعض هذه الندوات والمعسكرات الموجهة والغير مستقلة



أما من ناحية الدراسات العليا والبحث العلمي :

ففضلا عن الفشل الحومي في دعم هذه المجالات بالموارد الكافية وعدم قدرتها علي إخراج علماء عالميين من داخل جامعاتنا ومراكز أبحاثنا
فإن حتي اختيار هذه الكفاءات التي تمارس البحث العلمي لم يعد متوقفا علي الكفاءة العلمية وحدها وإنما أيضا المواقف السياسية
فكم من طلاب حرموا من التعيين لخدمة وطنهم في الجامعات ومراكز الأبحاث بسبب انتماءاتهم ومواقفهم السياسية ... وألقي تفوقهم وتميزهم العلمي أدراج الرياح في مثال واضح لتفضيل مصلحة الحزب الواحد علي مصلحة الوطن

وكم من أساتذة مورس ضدهم التضييق والتحذير من أن يكون لهم دور واضح في تكوين جيل مفكر مثقف وليس مجرد جيل يحفظ الكتب ويقوم برص المعلومات ليحصل علي شهادة وإذا خالف الأستاذ هذه التعليمات "المقدسة " فهو إما منبوذ أو مضيق عليه أو معزول عن الطلاب !!


الحرس والمؤسسة الأمنية ليس مسؤولا وحده عن الفساد بالجامعات وضعف المناخ التعليمي والتربوي والثقافي بها وإنما ذلك نتيجة حزمة من السياسات الانحيازية سواء الاقتصادية أو التعليمية أو الأمنية التي تضع بها الحكومة المصرية أنفها في كل كبير وصغير بالجامعة معطلة لاستقلالها مانعة لحدوث تغيير حقيقي بها ومن ثم تغيير في جيل كامل من الشباب

غير أن خروج هذه المؤسسة إلي خارج الجامعة سيكون مفتاحا رئيسيا لايجاد حلول حقيقية لما تعانيه الجامعة من شلل في العديد من الأصعدة
وبخروج هذه المؤسسة ستتفجر طاقات الطلاب في النشاط وفي الإبداع وفي التعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم

فعلي الأحرار من الطلاب والأساتذة وغيرهم أن يتمسكوا بهذا المطلب ويرفعوا به أصواتهم
نعلم أنه ربما يكون لا حياة لمن ننادي

لكن رهاننا علي الأغلبية الصامتة من الطلاب والأساتذة في ان ينهضوا ويفيقوا ويناضلوا من أجل انتزاع حقوقهم التي أهدرت وما زالت وهذا هو التحدي الحقيقي !

Tuesday, February 17, 2009

حديث بيني وبين نفسي



قبل الحوار :

1-تهنئة من صميم قلبي للبشمهندس شاهين علي الخطوبة واسأل الله عز وجل أن يرزقك السعادة وأن يتم لك بالخير ...اسأل الله أن لا يفرق بيني وبينك ما دمت حيا

2-النتيجة قربت ...والتيرم ده بالنسبة لي هو عنق الزجاجة فادعوا لي بأن ييسر الله الأمور وأن يجبر تقصيري

3-بدأ العد التنازلي لحياتي الجامعية ...احاول جاهدا أن أصلح فيما بقي ليغفر الله لي ما مضي
فادعوا لي بالتوفيق والسداد والإخلاص

4-مقال رائع لزوجة الدكتور سناء أبو زيد رحمه الله أستحلفكم بالله أن تقرأوه ...تحكي فيه بعض المواقف لهذا المربي تبعث الإيمان في القلب

والان مع هذا الحوار الذي دار ويدور بيني وبين نفسي


حدثتني نفسي وقالت لي:

أن الله قد طبع علي قلبك وأنه لأ أمل في هذا القلب بعدما دمرته الذنوب بلا رجعة
وأن كمية الران علي القلب قد زادت لحد لا يحتمل
وانك قد اعتد علي أسلوب الومضات في الطاعة فساعات طاعة يتلوها اضعافها معصية ...ولا ثبات


فرددت عليها ذات مرة :

وهل تنسين يا نفس قول الله "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
وهل تنسين يا نفس أن علي قدر الجهد يكون قرب الله منك وأنك إن تقربت اليه شبرا تقرب اليك ذراعا
دمارك الحقيقي يا نفس سيكون في اليأس من النجاح في القرب ومن إمكانية الاستقامة الصامدة غير المهتزة



حدثتني نفسي وقالت لي :

لا مستقبل لك ...لا يوجد عمل في أسواق العمل الان
وتقديرك الدراسي غير متميز ولا يؤهلك للعمل بالمصانع أو الشركات
ولم تتدرب في الصيدليات إلا قليلا وانت غير مؤهل للعمل الناجح بعد التخرج
أنت فاشل في مجالك

لا أمل لك في الزواج والعفاف
كل ما تصدم به عينك في الجامعة وخارجهامن فتيات ملتزمات نماذج في السلوك..لن يكون لك نصيب منها الان
لأنك فاشل
وأمامك طريق طويل من تكوين نفسك فأنت عصامي ولن يساعدك أحد
فايأس الان
ولا تعلق الامال لمستقبل قريب مريح كما تتصور
فأيامك القادمة حالكة


فرددت عليها ذات مرة :


وأين الإيمان بالله؟؟
وأنه سبحانه وتعالي هو الرزاق المتين وأنه يدبر الأمر ويقسم الأرزاق سبحانه وتعالي
لا تحاولي بث الاحباط بداخلي أيتها النفس
فيقيني بالله عز وجل أنه الجواد الكريم
وأنه علي الانسان الأخذ بالأسباب وترك النتائج لله عز وجل

ان شاء الله أصلح من نفسي وأتدرب خلال الفترة القدمة بقوة كي أكون صيدلانيا ناجحا قبل التخرج

أما عن الزواج

فنصيبي وقدري عند الله فلاتنشغلي به يا نفس
ولا تجعلي من الزواج قضية حياتك الأولي والأخيرة
وتذكري يوسف في بيت العزيز
وتذكري أن النجاح في اختبار العفة والصبر مفتاح الجنة إن شاء الله
وتذكري صديقي الذي تزوج ورزقه الله بالزوجة وباحتياجات الزواج في فترة وجيزة بقدر الله
وتذكري أن لنا غاية كبري في الحياة وإن انشغلتي يا نفس برغباتك ونسيتي الغاية الكبري فستهلكين
متي يا نفس يكون شغلك الشاغل هو الله
متي يا نفس يتوقف تثاقلك إلي الأرض ...متي تطيرين بعيدا عنها

أما عن ما تراه العيون من فرص
فتذكري الفرصة الأكبر التي تلوح كل يوم ...فرصة الحور العين
فلتضيع كل فرص الدنيا ....فالأهم هو انتهاز الفرصة الكبيرة بحور الآخرة


حدثتني نفسي وقالت لي :


لقد قصر فلان في حقي
لقد أساء فلان إليّ
لقد أهانني فلان
فلان ينظر إليك نظرة عدم احترام ويسئ الظن بك
فلان يضع نفسه سيفا مسلطا علي سلوكك ويجعل من نفسه مقيما لك في كل سلوك من سلوكك
فلان أفشي سرك الذي أسررت به إليه
فلان يخوض في سيرتك
فلان يحقد عليك ولا يتمني لك الخير



فردد ت عليها ذات مرة :

ان قصر فلان ...فلا تقصري أنتي
ان أهانك فلان ...فسامحيه لأنه لم يكن ليقصد ذلك وأنهناك سوء تفاهم
ان افشي سري فلان ...فأشهد الله اني قد سامحته لكي اضع عنه من حمله يوم القيامة

يا نفس لا تهتمي بالناس وما قال وفعل الناس
وانشغلي بالله يتح لكي قلوب الناس



حوارات كثيرة وردود تدور بيني وبين نفسي صباح مساء
فمرة ...أهزم نفسي ..ومرة تهزمني
تارة إيماني يعلو عليها ...وتارة تغمر هي إيماني
تارة الصبر ينتصر ...وتارة الجزع يثور بداخلي
تارة حور العين تجذبني ...وتارة أنساها وأنشغل بما سواها
لحظات انشغال بالله ....وأخري انشغال بالناس عن الله


ما أصعبه من صراع
وما أقساها من مدافعة تتم يوميا


فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار
ثبت قلبي علي دينك
واهدني الصراط المستقيم
واجعل غفلتي في طاعتك ولا تجعلها في معصيتك ...

اللهم امين