Thursday, November 18, 2010

سامح عبد المنعم ...شكرا




محطات في حيتنا الدنيا تمر يوما بعد يوم
منذ أيام كنا جميعا نذكر ونحن اطفال في المدرسة الابتدائية ثم الاعدادية ثم الثانوية ونتذكر بالطبع جيدا كشباب أيامنا في الجامعة
محطات تأتي واحدة تلو الأخري

وأثناء المسير يرسل الله لنا بعض الرسائل للعبر والإتعاظ والتعرف الحقيقي علي قيمة هذه الحياة الدنيا


توسط زحمة الحياة يا إخواني ينتشر الضباب علي الحقيقة حتي تكاد لا يري لها أثرا
تنطبع النظرة المادية وتترسب علي قلوبنا حتي لا يصبح فيها محلا لتذكر الحقائق التي يحاول
الشيطان بكل جهده ان يطمسها وان يعمينا عنها

فيرسل الله لنا بعض الهدايا
بعض الاشخاص
بعض الأحداث
بعض المواقف

تقول لنا ...انظر الي الحقيقة ..انظر الي ما يبقي لك في هذه الحياة الدنيا وما لا يبقي
انظر ما هو الأثر الحقيقي للإنسان منا في هذه الدنيا

فنسأل الله ان يعيننا علي الاستفادة والإتعاظ من هذه الهدايا ومن هذه الرسائل

الهدية التي اتحدث عنها اليوم هي
الدكتور سامح عبد المنعم

شاب عمره 25 سنة
صيدلي مسلم
اكتشف منذ عام ونصف اصابته بسرطان في الغدد الليمفاوية والدم
وبدأت رحلة معاناته مع هذا المرض حتي توفي فجر الثاني عشر من ذي الحجة لهذا العام وفي هذه الأوقات المباركة

سامح ليس من أولئك الذين يرحلون من الحياة دون أثر في قلوب كل من حولهم ولعل السطور القادمة تكشف لكم عن بعض من معالم هذه الزهرة من زهور الدعوة

زهرة ..أقل كلمة يمكن ان يوصف بها سامح


سامح عبد المنعم

اول من يحصر الي الكلية من اسرة النور سعيا الي القاء كلمة المدرج التي لم يتوقف ابدا عن القائها في اي سنة من سنوات دراسته

سامح عبد المنعم

حينما نفتر جميعا عن العمل ونتكاسل ونسوف في اعمالنا الدعوية ...يكون سامح هو أول من يبادر ويتحمل المسئولية ويبدأ بنفسه في التنفيذ

سامح عبد المنعم

حينما تدخل الكلية فتجد ملصقات دعوية باسم أسرة النور ونظل نتسائل جميعا من الذي قام بتعليق هذه الملصقات بهذه الذاتية وبهذه السرع السرعة وبهذا الاتقان

وبعد ان تبحث فتجد الاجابة هي سامح عبد المنعم ربنا يكرمه

سامح عبد المنعم

يذكره طلاب الفرقة الخامسة حاليا في كلية الصيدلة حينما كان يدخل عليهم المدرج يوميا وهم في السنة الدراسية الاولي ويلقي عليهم القرآن ونصائح دراسية
وايمانية

ثم ينتظرهم خارج المدرج مجيبا عنهم مساعدا لهم بكل ما يملك


سامح عبد المنعم

يشهد الله انني لم اكن لانظر اليه مرة وهو يصلي الا ولمحت ولمست فيه الخشوع والصدق والتركيز

سامح عبد المنعم

هو مؤسس مكتب الشرائط بمسجد الكلية الموجودة بجوار دورة المياه نسال الله ان يجعلها صدقا جارية له

سامح عبد المنعم

تجده في مسجد الكلية بعد صلاة الظهر يلقي الكلمة شبه يوميا بلا سام ولا ملل

سامح عبد لمنعم

لا يعشق الظهور ولا يحب القيادة ويعشق العمل كجندي ويركز كل جهده علي العمل مع الناس

سامح عبد المنعم

الاخ الكبير الذي ترجع اليه في امورك الشخصية وتستشيره وترتاح في الكلام معه


سامح عبد المنعم

كان يدور علي اقسام الكلية وعلي دكاترة الكلية بحثا عن اي خدمة يستطيع ان يقدمها لطلاب الفرقة الاولي من خلالهم

سامح عبد المنعم

كان يفتح بيته دائما للقاءات الدعوة واعمالها التجهيزية ويشارك بافكاره بمنتهي القوة والهمة والحماسة

سامح عبد المنعم

في ظل صعوبة مرضه لم يكن لليأس أو يفقد الأمل وكان عنده ثقة ويقين في الله ان سيشفيه زكان يقول انه سيعود للعمل قريبا

سامح عبد المنعم

في ظل صعوبة مرضه لم يكن ليقصر في حضور حفل زفاف اخيه او خطوبة اخر بل ويشارك اهلهم الفرحة ويقدم لهم الهدايا

سامح عبد المنعم

أحد أولئك الاشخاص الذي حينما تسأل عنهم كثر من شخص من اماكن مختلفة ..تكون الاجابة واحدة

قمة الاخلاق ..قمة الهمة ..قمة الحماسة


هل عرفتم يا اخواني الان

وهل تحسبون كما احسب ..لماذا اختار الله سامح لهذا الابتلاء الصعب

اقول كما قال احد الاخوة ونحن علي قبره ..نحسب ان تشديد المرض عليك يا سامح ما هو الا رفع درجات في الجنة

واسأل الله يا سامح ان تكون في الفردوس الاعلي بجوار حبيبك النبي صلي الله عليه وسلم

نم قرير العين يا سامح ..فلا هم الان ان شاء الله ولا حزن ان شاء الله ولا باتلاءات ان شاء الله

ارتح يا سامح من عناء هذه الدنيا وهمومها والامها واذهب للقاء ربك ونحسبك ان شاء الله من أهل الجنة


اخواني الاحباء

اذا مر علينا هؤلاء الاشخاص وفراقهم دون أثر ودون دروس نتعلمها فصدقوني سيكون امامنا وقت طويل لكي نفيق

تعلمت اليوم

- عدم التقصير في زيارة مريض مهما كلفنا ذلك من تضحيات من الوقت والجهد ولنتذكر ميعا قول رب العزة ان اذا عدت مريضا فقد عدتني او كما قال صلي الله عليه وسلم متحدثا عن رب العزة

-تعلم الثقة واليقين في الله والأمل فيه دوما مهما اشتدت عليك الظروف ومهما ظننت انك هالك لا محالة

-تعلم ان اي جهد تبذله مخلصا في سبيل الله لن يضيع هباء وسيجعله الله في ميزانك وسببا في حسن خاتمتك

-تعلم ان ما يبقي في هذه الدنيا بعد الموت هو العمل الصالح وما غيرته في هذه الدنيا وما أصلحت

-تعلم ان الاخلاص الحقيقي يكون بالعمل الجاد وليس بالاقوال او بالتنظير

- تعلم ان لا اجعل همومي تعيقني عن تقديم الواجب للاخرين في فرح او تهنئة او تعزية او نصيحة

- تعلم ان العطاء بلا مقابل غير الثواب من الله له من الاثر في قلوب العباد ودافعا لهم للتغيير اكثر من اي خطبة رنانة وثرثرة لا طائل منها



عايشت سامح

في الفرحة والحزن ...في اللقاءات ..وفي ورش العمل ..وفي الرحلات الترفيهية ...في المدرج ...في ساحة الكلية ..في مسجد الكلية

عرفته وخاطبته وتبادلنا الحديث وكان بالامس بين ظهراننا
واليوم هو يفارقنا

وهو مآلنا جميعا لا شك ولا ريبة
كلنا سنموت


فرحمك الله يا سمح ونشهد لك اننا ما رأينا منك الا انك شاب نشا في طاعة الله بصدق
ونسأل الله ان يكون بيننا لقاء قريب في جنة الفردوس الأعلي
نقابل الرسول صلي الله عليه وسلم
ونشرب ن يديه الشرفتين
وما ذلك علي الله بعزيز


يا شباب
حاذروا الموت
واجتهدوا في العمل الصالح
واخلصوا النية لله
وواصلوا المسير باخلاص
وادعوا الله ان يرزقكم حسن الخاتمة
وان يكون لكم اثر في هذه الدنيا يشفع لكم بعد موتكم

ولا نقول الا ما يرضي ربنا
انا لله وانا اليه راجعون