Sunday, October 26, 2008

شخصية الطالب المقتولة في الجامعة




عادة لا أحب المبالغة عند النقد او تضخيم الألفاظ عن انتقاد ظاهرة موجودة..
ولكن بالفعل وأنا الان أقضي السنة الخامسة لي في جامعة القاهرة
استطيع ان اقول ان شخصية الطالب في الجامعات المصرية هي شخصية مقتولة او ممسوخة

المظاهر

تأتي مظاهر هذا المسخ وهذا القتل بينة وظاهرة وجلية لكل من يري
1-فعلي نطاق الأسر ..أصبحت هذه الأسر تحت رحمة ادارات رعاية الشباب علي مستوي الجامعات واصبح مطلوب من كل طالب يريد ان يعلق ورقة او يعبر عن رايه ان يذهب ليستأذن موظفا تلو الموظف ويطلب منه ان ينتظر الرد بالايام والاسابيع وربما يأتي الرد رافضا لنشاط الطلاب او ربما يأتي تعديل بالأمر المباشر وبفرض تدخلات سواء من الموظفين او من اعضاء هيئة التدريس.....ولا توجد اي ارادة للطلبة او احترام لسنهم وعمرهم وانهم لم يعودوا اطفالا وقادرين علي ان يديروا انفسهم بشكل جيد


2-علي نطاق التعليم والدراسة ...اصبحت المناهج الدراسية في "معظم" الكمليات العملية او النظرية تعتمد بشكل اساسي علي كيفية اجتياز الامتحان وقلة قليلة جدامن الاقسام في الكليات هي التي تهتم بصقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته في التعبير وتنمية مهارات العرض والتقديم .....قلة قليلة هي التي تعطي للطالب احساسه بشخصيته وتستمع الي انتقادات الطلاب ورغباتهم ومقترحاتهم
والغالبية للاسف يتعاملون مع الطلاب علي انهم مجموعة من "المتلقين" ويتجاهلون جانب التفاعل من الطلاب

اختفت تقريبا في اغلب الكليات مؤتمرات الاقسام لسماع وجهات نظر الطلاب في المواد المقدمة وكيفية تطويرها


3-علي نطاق اتحادات اللطلاب وصنع الطلاب لقرارهم ....تم احكام القبضة الادارية والامنية علي اتحادات الطلاب...واصبح أمناء الكليات مجرد "ديكور" للنشاط واصبحت السلطة في ادارة الانشطة في ايدي مديري رعاية الشباب ووكلاء وعمداء الكليات
فلم نجد اي دور"معلن " لاتحادات الطلاب في اعتماد ميزانيات الانشطة واصبح الموضوع كله قيد الكتمان وسط تكهنات بوجود فساد مالي ضخم داخل اتحادات الطلاب وادارات رعاية الشباب

-لم نجد حتي الان اتحاد طلاب واحد يعارض ادارة كليته متبنيا رأي الطلاب والغالبية الاعم هي اغلبية "منصاعة" لقرارات ادارة الكلية ولا تستطيع ان تقول لها لا ...
علما بانه حينما كانت اتحادات الطلاب حرة وكان هناك من يجرؤ أن يقول لا كانت الجامعة تعيش ازهي عصورها من حيث التربية الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية

قتل خطأ أم بفعل فاعل؟؟



وفي ظني أن هذا القتل هو قتل مقصود لشخصية الطالب وليس سهوا او نتيجة للاهمال
وهذا الطرح ليس اتهاما بدون دليل او خوضا في نوايا الاخرين بقدر ما هو تحليل لمعطيات الواقع الموجود في المجتمع المصري

وسبب هذا التعمد من وجهة نظري هو انه اذا سمح للجامعات بان تكون محضنا فكريا وثقافيا وسياسيا للطلاب فسيتخرج جيل علي قدر كبير من الوعي وعلي قدر كبير من الارادة وعلي قدر كبير من الاستقلالية والشجاعة والغربة في صنع التغيير
واذا انتشر هذا الوعي بين الفئة التي تضمها الجامعات المصرية وهي من اخطر الفئات وهي الشباب......قان ذلك يشكل اكبر خطر علي النظام المصري الحالي ان لم يكن يمثل بداية نهايته الفعلية
لان النظام المصري يعتمد بشكل اساسي في استمراره علي سلبية الشباب وانصرافه عن السياسة وعدم التركيز عليها بل وتخويف كل من يهتم بها في الوقت ذاته الذي يدعي فيه زيفا وزورا انها حامي حمي الديمقراطية

ان النظام المصري بقمعه للحريات داخل الجامعة ليحمي نفسه من ظهور اي معارضة شعبية شبابية ضدهفانه بذلك يدمر جيلا كاملا من الشباب سياسيا وةفكريا وثقافيا ليخرج جيلا مهتما باتفه الامور بدلا من ان يهتم بقضايا بلده ويحرص علي مصلحتها ومحاربة الفساد الذي استفحل في كل مؤسساتها

العلاج الذي احلم به



وكعلاج للوضع المؤلم الحالي فاني اري ان وجود "حرية مسئولة " داخل الجامعة هربما يحدث تغييرا في المجتمع المصري كله وليس في الجامعة فقط
هذه الحرية المسئولة مطلوبة في الانتخابات الطلابية بحيث تكون معبرة عن عموم الطلاب بكافة افكارهم وميولهم
هذه الحرية المسئولة مطلوبة في ممارسة النشاط الطلابي واطالب ان يتاح للطلاب حرية تعليق اللافتات وتخصيص اماكن لتعليق اللافتات لعموم الطلاب وان تكون هناك رقابة بعد تعليق هذه اللافتات وليس قبلها كضمان لعدم نشر اشياء مسيئة خلقيا
اطالب بان يخصص اماكن ثابتة في الكليات لاقامة المعارض المستمرة للطلاب لعرض انتاجهم الفكري والثقافي والسياسي دون استئذان من الأمن أو الادارة
اطالب بان تفتح حرية تشكيل الاسر دون قيود امنية او شرروط تعجيزية
اطالب بان تعود الندوات الجماهيرية الطلابية للجامعة من جديد وان يستضاف فيها كل الشخصيات دون منع امني لشخصية والسماح لأخري اطالب بان يعود اتحاد الطلاب اتحادا للطلاب وليس اتحادا لمجموعة من الطلاب اتحدوا مع الادارة والأمن علي السيطرة علي الجامعة وحرمان الاخرين من حقهم في المشاركة

احلم فعلا من كل قلبي باليوم الذي تنعم فيه الجامعة بحريتها واستقلاليتها
ربما لن اشهد هذا اليوم وانا طالب
لكن فعلا اتمني ان اري الحرية المسئولة داخل جاماعات مصر متحققة
واحلم من كل قلبي بهذا اليوم
واطلب منكم جميعا ان نعمل لهذا اليوم ولا نيأس او نكل او نمل


ولن نترك القاتل يستمر في القتل السنة تلو الاخري وعلي الطلاب المخلصين في رسالتهم ان يقفوا للقتلة وان يعملوا علي البناء وان يعملوا علي فك حصار جامعتهم ..وما أكثر المحاصرين هذه الأيام