Friday, December 11, 2009

وماذا لو تحولنا لموظفين في شركة؟؟!!


كواليس التدوينة:

1-أعود بعد شهور طويلة من التوقف للتدوين مرة أخري والحمد لله وقد جري في هذه الأشهر ما جري من تخرج وتأجيل للجيش والتحاقي بعمل ما وما الي ذلك من احداث فالحمد لله علي كل شئ ونتمني من القراء الأعزاء الدعاء بالتوفيق والسداد وبسداد الخطي وراحة البال ووضوح الرؤي

2-كلما كبرت كلما شعرت بقيمة والدتي ووالدي وكلما شعرت بمتعة ارضائهم والتودد اليهم واسعادهم ..اوصيكم ونفسي ببر الوالدين والاستمتاع بالايام التي ربما سنندم عليها كثيرا في ظل وجودهم معنا أحياء يرزقون

وماذا لو تحولنا لموظفين في شركة ؟؟
!!


هي كلمة تقال كثيرا حينما يتم فقدان روح الأخوة في مؤسسة خيرية أو دعوية
وتقال أيضا اذا اشتد الخلاف بين العديد من الأطراف في هذه المؤسسات في بعض الاوقات

وفي الحقيقة أنه عند التأمل في هذه الجملة وجدت انه في العديد والعديد من الشركات توجد روح مودة عالية جدا بين الموظفين
صحيح ربما تكون مودة طبيعية ليس له مرجعية اسلامية بالمعني الدعوي
لكنها موجودة ومتجذرة بين الموظفين في العديد من الشركات

لكن ما لفت نظري وهو ما أتحدث عنه
هو انه عند حدوث خلاف في هذه الشركات فانه لا يتم التحاكم فيها وفقا للمودة المتجذرة في القلوب ولا للعلاقات المتينة بين الاشخاص ولا بمقاييس الحب والبغض
وانما باليات الشركة ولوائحها الحازمة التي تطبق علي الجميع الصغير قبل الكبير
بل أنه أصبح من الشائع في السوق أن الشركات التي لا تثبت لوائحها ولا تطبقها بوضوح وصرامة هي مؤسسات ضعيفة وليس لها اسم قوي ومتين في السوق وفي المنافسة وعادة ما ترتبط القوة والمتانة بشكل كبير بمدي نجاح الاسلوب الاداري ومنه تطبيق اللوائح

ما اتعجب له في مقالي هذا أن بعض الدعويين قد اعترفوا قولا بأهمية تنظيم العمل وتقسيمه وتوزيع الأدوار ومتابعتها وتقييمها
بل واعترفوا أيضا بأهمية وضع نظام لائحي لأي كيان أو لأي وحدة
بل ووضعوا الأكبر من ذلك
وضعوا اليات لمحاسبة المخطئ أو المقصر أو الغير ملتزم باللوائح
لكن للأسف كانوا اخر من يطبق هذه الالية وهي الية من اهم اليات العمل الجماعي الناجح وهي
"المحاسبة"

أصبح الكثير من الدعاة يتحرجون من أن يطلبوا محاسبة فلان
او فتح تحقيق معه ينتج عنه قرار
او ان تطبق اللائحة بخصوص شروط العضوية واستحقاقاتها في الالتزام بالمهام المطلوب او الاعفاء من العضوية

وياتي الرد دائما علي تفعيل هذه الاليات
بأننا
"لسنا موظفين في شركة"
"احنا الاخوة هي اللي بتحكمنا قبل اي شئ"
"عيب تتكلم عن فلان ده له باع طويل في الدعوة انت مين عشان تحاسبه

وفي الحقيقة أن كل هذه المقولات حق
ولكنه يؤدي إلي باطل حتي وان لم يكن يراد به باطل

في الحقيقةأنني أري ان تفعيل بنود
"المحاسبة-سحب الثقة- تجميع نصاب معين لعقد جمعية عمومية طارئة- طلب فتح تحقيق-.....الخ)
سيكون مفيد جدا لأي كيان حتي لو كان دعويا أو خيريا ولا يتنافي مع طبيعة كونه "لله"

لهذا اتمني ان تكون هذه الهيئات مثل الشركات :
1-بها اليات محاسبة فعالة
2-بها جمعية عمومية يقظة تحاسب وتراقب وتواجه وتصتدي وتعدل المسار
3-العواطف والأخوة لا دخل لها بمحاسبة المخطئ لان المجاملة هنا تؤثر علي المؤسسة ككل وعلي سمعتها
4-يتم التعامل بجدية مع اي شكوي دون البحث عن ما وراء الشكوي من احتمالية ان تكون شخصية او كيدية اوما الي ذلك
5-يتقبل المخطئ العقاب ويعتذر عن الخطا
6-يكافأ المجد علي الملأ لتحفيز غيره دون القلق من ان "يتغر في نفسه"

يعلم الله كم أكن في داخلي وكم تشكل عاطفة الأخوة في الله بالنسبة لي وأري أنها بالفعل الرباط الوثيق الذي يربط اي كيان دعوي ببعضه البعض
لكن علي هذا القدر علي قدر بغضي وكرهي علي السكوت علي الخطأ أو الاعتراض علي المخطئ أو مطالبة محاسبته
بل إن هذه المحاسبة هي من باب الحب في الله والخوف علي الاخر من ان يرتكب الإُثم بتماديه في الخطأ

إن تفعيل الية المحاسبة في اي كيان
ابتداءا من وحداته القاعدية حتي قمة وحداته التنظيمية هو امر مطلوب ويصب بشدة في مصلحة الكيان وأيضا في مصلحة هؤلاء الأشخاص
وطلب المحاسبة لا يعني "العدائية "ولا "الكراهية"
ولكنها حق لابد ان يستخدم دون ان يؤثر ذلك علي الاخوة
لان ابسط قواعد الأخوة أن أخاف علي أخي من نفسه ومن الوقوع في الخطأ


إن الية المحاسبة
تكسب اي كيان قوة في قراراته ويصبح للمسئولية في هذا الكيان قيمة ومكان واهتمام اكبر
تحمي اي كيان من الترهل الإداري ومن البطالة المقنعة داخله
بعكس لو شعر الجميع بأن "كتر خيري علي اللي بعمله "
وأنهم لو قصروا فلن يحاسبهم أحد

استخدم الصحابة هذه الالية منذ عهودهم القديمة
استخدموها رغم بساطة الحياة وعدم تعقيدها
استخدموها حتي لو كانت من استخدمت ضده هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
وقبلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يتحرج منها او يعتبرها قدحا في مكانته وهي الرفيعة بلا شك
بل رضي بالمحاسبة
ورد عليا
بوضوح
وفي العلن

ربما يكون العمل في الشركات يكون مقابل أجر مادي
والعمل التطوعي أجره عند الله
لكنهما يتحدان في الاليات التي توصل للنجاح وهو هدف الجميع

ونسأل الله ان يعيننا جميعا علي الاحسان فيما نقوم به

2 comments:

AmmarBi said...

لا أدري هل لمقالك علاقة برسالتي أم أنه تزامن مقدر !
لكني لم أستطع منع نفسي وكبح جماحها لإسقاط كلماتك على واقعنا

الثقة لا تمنع المسائلة وتمامها يوجب النصيحة والنصيحة تشمل الأمر عن المعروف إن لم يوجد والنهي عن المنكر ان وجد
فلا قداسة لأحد !

جزاك الله خيراً على مقالتك الجميلة
اني احبك في الله

موقع زواج said...

اتمنى ذلك ولن اظن انة مش سهل

شكرا لك