فعلا مفتقد جدا للكتابة رغم ما يجيش بصدري من العديد والعديد من الخواطر ليل نهار
إلا أن القلم أحيانا لا يطاوع النسان علي التعبير
وربما تؤثر نفسية المرء كثيرا علي قدرته علي الكتابة
لكني سأكتب عن نقطة تؤرقني وتؤرق الكثير من الشباب الملتزم وخاصة الدعاة من طلاب الجامعة إن جازت التسمية
وهي الانغماس لفترات طويلة في بحار الرياء
الي ان يصل الإنسان الي حالة الاعتماد الكلي علي هذا الماء وعدم القدرة علي العيش خارجه بسبب أن فسيولوجية الجسم قد حدث له dependence بلغة الأطباء
أو حدث اعتماد كلي علي هذا الماء
فإذا خرج من هذا الماء
وأخذ شهيقا من أكسجين الحياة ...ففرح به وانتعش
إلا أنه
وجد نفسه لا إراديا ...تتحرك قدمه ناحية الماء مرة أخري
وهنا أنبه علي نقطة لا إرداديا التي لا اقصد بها المعني الحرفي لها ...ولكن الطريقة التي تحدث بها
ودار بينه وبين نفسه التي بين جنبيه حوارا ذاتيا بعد هذا التصرف اللا إرادي
كيف وصل هذا الماء إلي هذه القوة بداخلها
كيف وصل الي هذه القوة العظيمة التي تهيمن علي طريقة التفكير
ببساطة أنا أتحدث في هذه التدوينة عن "إدمان الرياء"..فالمدخن حينما يدمن هذه اللفافة المسماة بالسيجارة
فانه يبدأ اولا بسيجارة واحدة ...ثم يتسارع معدل التدخين شيئا فشيئا الي ان يصل الي حد تحكم التدخين في طريقة تفكيره ومدار تصرفاته
كذلك ..
كثرة الرياء
والرياء تلو الرياء
قد يصل بالداعية الي نسيان طريقة الاخلاص او بمعني اصح تحول الاخلاص في حياته الي لحظات عابرة
وإلي تحول طريقة تفكيره اليومية ليصبح الرياء جزءا ثابتا أصيلا فيها لا يتغير
اصبح الرياء مقررا روتينيا يوميا
حينما يتحدث مع الاخرين يدعوهم ينصحهم
حينما يكتب مقالا
حينما يترأس عملا
حينما يتحدث في وجود اشخاص يسعي الي نيل إعجابهم
قد يغيب عنه في هذه المواقف تجديد النية بالاساس
او لربما قام بتجديدها باللسان كإجراء روتيني معتاد
لكنه
حينما عاد لبيته ومنزله ...واصابه "السرحان اليومي "
واخذ يفكر ويقيم مواقفه طوال اليوم
واخذ يفكر ويفكر
فتارة يبتسم ..وهو سرحان في أفعاله ....سعيدا بشكله وهيئته في ذلك الموقف
وتارة يحزن او يصيبه العبوس والاكتئاب ...بسبب موقف ربما لم يستطع فيه ان يحوز ثقة الشخص الذي يتحاور معه أو ان ينال إعجابه
وفجأة
يخرج للحظات من دائرة الإدمان
ليفيق من سرحانه
فيجلس ويفكر في الطريقة التي كان يفكر بها أثناء سرحانه
فيصدم بالحقيقة
وهي أن إسفنج القلب قد أشرب بماء الرياء
هذا الشاب يجلس كثيرا في مجالس الصالحين ..نعم
ويستمع للكثير من المواعظ
ويقوم بالعديد من الأعمال ....
بل ربما يحاول جاهدا ان يتخلص من إدمانه
وهو يعرف طريق التخلص من الإدمان
تماما كما يعرف مدمن الهيروين ان هناك مصحات لعلاج الإدمان
لكن المشكلة ..
كيف يستطيع الانسان ان يوجد لنفسه مصحة من هذا الإدمان
إذا كان لا يشعر بهذا الإدمان الا حينما يجلس مع نفسه فقط
ولو جلس مع مليون طبيب فانه لا تتوارد علي نفسه خواطر التنبيه الاخلاصية ان جازت التسمية بل ربما لا يشعر باي مشكلة حين يدخل علي الطبيب
وكل ما يفعله هذا الانسان ...انه بعد ان بتناول السيجارة ...يذهب في المساء ...ليكتشف فجأة انه قد تناول سيجارة دون ان يدري...فيحزن ويكتئب
لكنه كل مرة يصيبه السرحان
وبعد الإفاقة منه
يجد فجأة ...أنه ما زال مدمنا
بل ان الادمان بداخله قد وصل الي مرحلة متقدمة قد تتطلب
عملية تغيير قلب !!